كتاب الموتي هو أهم الكتب الفرعونيه التي تؤكد بما لايدع مجالا للشك إيمان المصريين القدماء في العصر الفرعوني بوحدانيه الله وربوبيته وعدم الشرك به فقد جاء في هذا الكتاب الإيمان بالله واليوم الآخر والحساب والعقاب والميزان وكذلك الخلود الأبدي في الجنه أو النار . فقد جاء في كتاب الموتي الذي يحكي أسرار رحله البعث والحساب السلام عليك أيها الإله الأعظم إله الحق فقد جئتك ياإلهي ضارعا لأشهد بجلالك جئتك ياإلهي متحليا بالحق متخليا عن الباطل فلم أظلم أحدا ولم أسلك سبيل الضالين لم أحنث بيمين ولم تطولني الشهوه ولم تمتد عيني لزوجه أحد من رحمي ولم تمتد يدي لمال غيري ولم أكن كاذبا ولم أكن لك عصيا ونلاحظ أن المتوفي هنا يخاطب إلها واحدا . كما ذكر في الكتاب ايضا لم أسعي لإيقاع بين عبد وسيده ولم أتسبب في دموع إنسان ولم أكن سببا في شقاء حيوان ولم أعذب نباتا بأن نسيت أن أسقيه الماء وماقتلت وماغدرت ولم أحرض علي قتل ولم أسرق من المعابد ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئا مقدسا ولم أغتصب مالا حراما ولم أنتهك حرمه الأموات ولم أكن آثم ولم أغش الكيل فاجعلني إليك من الفائزين . كانت تلك أحد أهم نصوص كتاب الموتي الفرعوني التي يذكرها المتوفي لكي يدافع بها عن نفسه أثناء الحساب في العالم الآخر . كتاب الموتي هو مجموعه من الوثائق الدينيه والنصوص الجنائزيه التي كانت تستخدم في مصر القديمه لتكون دليل للميت في رحلته للعالم الآخر . عرف كتاب الموتي في البدايه باسم إنجيل المصريين كما أطلق عليه قدماء المصريين إسم (رام رو أو الخروج إلي النهار) . كان قدماء المصريون بنسخون تلك النصوص علي أوراق البردي ويضيفون إليها بعض الرسوم الملونه وقد عثر علي نسخ كثيره من هذا الكتاب في المقابر التي عثر عليها علماء الآثار . كان العالم الألماني (لسيوس) هو أول من ترجم كتاب الموتي ونشر ترجمته سنه ١٩٤٢ م . في البدايه كان يتم نقش هذه النصوص الجنائزيه علي جدران المقابر والأهرامات أو علي التوابيت الحجريه من الداخل إلي جانب المومياء لتكون دليلا للميت في رحلته إلي العالم الآخر حيث كانت هذه التعاويذ بمثابه كلمات إرشاديه تمكن الميت من تخطي العقبات والمخاطر التي ستواجهه أثناء رحلته إلي العالم الآخر وترشده أيضا إلي الوسائل التي يستخدمها لاتمام هذه الرحله بنجاح دون أن يتعرض لاي سوء حتي يستطيع في آخر الأمر أن يصل إلي جنات النعيم . يتكون كتاب الموتي من مائتي فصل ويعتبر أشهر فصوله هو الفصل السابع عشر والفصل المائه وخمس وعشرون حيث يظهر الميت أمام مايسمي بمحكمه الموتي وهي مكونه من ٤٢ قاضيا للأعتراف بما كان يفعله المتوفي في حياته . يتم بعد ذلك أختبار وزن القلب عن طريق آنوبيس ومقارنته بريشه الحق ماعت فإذا ثقلت ريشه العداله كان ذلك برهانا علي إخلاص المتوفي في عبادته . يتشابه المحتوي الديني في كتاب الموتي مع ماذكرته الكتب المقدسه السماويه الثلاثه القرآن والإنجيل والتوراه من الحياه بعد الموت والحساب والعقاب والوقوف بين يدي الإله مما يدل علي وحدانيه المصدر . ومن أهم الأدله أيضا علي عباده المصريين القدماء لاله واحد لايشركون به شيئا هي أن ماصوره بعض علماء الآثار الأجانب من أسماء للآلهه مثل حورس وإيزيس وآمون وأوزوريس ونفتيس وبس وماعت وآنوبيس وغيرهم لم يكونوا سوي ملائكه يخضعون لحكم الله وإرادته ويقعون تحت سيطرته ويطيعونه في أوامره . هناك دليل هام أيضا علي إيمان قدماء المصريين بوحدانيه الخالق جل شأنه من خلال عدم وجود أي لوحات أو رسومات تظهر ركوع أو سجود المصري القديم لهذه الملائكه علي الإطلاق الا في ٣ مواقع فقط لاتعتبر دليلا بل تعتبر خروجا عن القاعده الخاصه بالعبوديه وتجاوزا لامبرر له قد يصدر عن غير ذي علم من عامه الناس . الدليل أيضا علي إيمان المصريين القدماء بالله ووحدانيته وعقيده التوحيد هو أن الكثير من الأنبياء قد بعثهم الله في مصر فدان المصريون بديانتهم وعبدوا الله غير مشركين به شيئا مثل سيدنا يوسف وإدريس وموسي وعيسي و غيرهم من الأنبياء .