هو .. اسمه «يوسف»
كان مغلوبا بين ضيق اليد وضيق الوسع وبين الرضا بكل حال، التقط «يوسف» كل شيء مرره القدر إليه كهدية، حتى تلك السقطة التي سقطها في بئر الافتراض، لم تنسه كنهه كان ألقا أينما حل ببراءة طفل وليس بخبث لئيم ..
هي .. اسمها «عهد»
كان حلمها بريء .. وصافٍ كعينيها .. عندما رأته بين الأزرقين عرفته .. هو والتيه كانا رفيقان .. وشابه بعض الغرق .. مد هو أياديه من عمق بئره فجذبها .. وكانت هي للمجاذيب أقرب ..
سقطت وذوبت .. بين حلمٍ وبين واقع تأرجحت ..
عَلِمَت عنه وعَلَّمَت فيه .. و … أصبحت على الحرف .. وعلى حرف هو عاش .. وهي مضت ..
عندما سألت الكاتبة دعاء علي:
– وماذا أيضا سنجده داخل رواية «أنفاس ثالثة» ثاني رواياتك بعد الكاف المفقودة؟!
أجابت بجزل:
– تبدو الرواية رومانسية لكن دعيني أقول أن: “الحكاية ليست حب وبس”.
وابتسمت ابتسامة جابت كل ملامحها قبل أن تشرد وهي تردد هذا المقطع من داخل رواية أنفاس ..
“ليس من ظمأ أقسى من أن يترائى لك السراب، بينما الماء يحيط بك من كل جانب؛ حين يتجلى عذب الحنين فوق ملح الصدق لا يميز هذا من ذاك إلا المذاق لمن ذاق، و«عهد» لم تذق بعد أي من مذاقيّ الخلود، عالقة هي كأول العالقين في برزخ العشق، جسدها في أرضٍ وروحها في أخرى ودقائق بعثها لا تطول، حين يلقي عليها «يوسف» السلام أو يطرح سؤال، ثم يخطف روحها ويقذف بها بين حاجِزَيّ اللّا موت واللّا حياة من جديد.
لم يكن يبدو عليه نية مشاركتها حياته إلا في عالم الافتراض، يكفيه منها دوام الحلول عبر كل شيء ليس له صلة بالدمِ والرحم.
ما زالت كلمة «أحبك» في جوفها بكر، لم تنطق بها بعد، تصعد كلمتها والكاف ملصقة بنهايتها من أصغر أظفار قدمها كموجة تبحث لدُرَرِها عن شاطيء، فلا تجد سوى إطباق شفتاها كصخرة، تفتت لملمتها وتجعل حاملتها في شتات.”
ثم ابتسمت الكاتبة دعاء علي وقالت: “الحكاية بعمق البئر و «يوسف» في البئر وقميصه معه، و «عهد» لم تبيض عيناها عليه من الحزن، وفرحت هونا، فهل يأذن الله للأرواح أن تسكن ؟!”.