منوعات

مدن الحضارات⁞ سوسة والمنستير رحلة بين الحضارة البيزنطية والإسلامية

و.ش.ع

سوسه..سهام السلامى

في إطار برنامج وطني لإحياء المواقع والمعالم التاريخية التونسية حططنا الرحال بمدينتي سوسة والمنستير راوحتا بين الماضي والتاريخ الحديث.

قصدنا مدينة سوسة والتي تقع في أواسط الساحل الشرقي من الجمهورية التونسية، وزرنا متحف سوسة الشهير والذي يمسح حوالي 3500 متر مربع وهو ثاني أكبر متحف بعد متحف باردو من حيث عدد اللوحات الفسيفسائية ويضم حوالي 70 قطعة فسيفسائية وحوالي 450 قطعى فخارية والتي عثثر عليها أغلبها بمدينة سوسة..
وفي بوابة المتحف ترى أقدم أثار وجد بهذه المدينة وهو معلم الطوفان والذي يعود إلى الفترة البونية من الق 7 قبل الميلاد إلى القرن الثاني ميلادي ثم نمرّ بمجموعات الفخاريات البلورية والتي صنعت من البلور الأسود وأصلها منن اليونان القديم والتي تترجم المبادلات التجارية القائمة بين سوسة في الفترة القرطاجية واليونان القديم.
ويقابلها فضاء امن يحوي الفخارية الرومانية والتي عثر عليها ببعض البناءات بسوسة أثناء عمليات الحفر ومنها نولج للفترة المسيحية والتي شهدت حفر عدة دواميس في سوسة ومنها داموس ،الراعي الطيب، ،بارمان، حيث يقوم المسيحيون بدفن موتاهم وفق المراسم المسيحية حيث اضضطروا إلى حفر الدواميس باعتبار منع الديانة المسيحية في أوال الفترة الرومانية.
وأنت تتجول في الأروقة ترى اللوحات الفسيفسائية تشير إلى عمر الميت ونسبة السكّان في سوسة أنذاك ونوعية الأمراض التي أصيب بها السكان.
وأقدمم اللوحات الفسيفسائية ومن أهمها لوحة ،الميدوزا، رمز الرعب والخوف وتقول الأسطورة أنها فتاة جميلة جدا حولتها الآلهة إلى كائن مخيف وقام بارسي بقتلها باستعمال الدرع العاكس باعتبار صعوبة النظر إلى عينا الميدوزا.
كما نجد حوض اللتعميد المسيحيي ويروي طقوس الديانة المسيحيّة حيث يتم تعميد الأطفال لدخولهم الديانة المسيحية.
كما ازدهرت الثقافة في سوسة آنذاك حيث عثر على مسرح مزدوج بالمدينة ومن الفترة المسيحية نمرّ إلى الفترة الإسلامية بدخولنا القصبة والذي يعود إلى سنة 850 ميلاي وهو معلم إسلامي لعب وظيفة عسكري حيث كان ثكنة عسكريي وبه برج خلف وهو معلم
بناه أمير أغلبي ويتميز بارتفاعه مما يجعل منه موقع إستراتيجي باعتبار طول مساحة الرؤية لمراقبة العدو.
واستعملت القصبة أيضا كسجن في الفترة الحسينية وأعاد بن علي استعماله كسجن في فترة حكمه.
ولا يسعنا أن نغادر مدينة سوسة دون أن نزور ثاني أكبر معلم تاريخي إسلامي وهو الجامع الكبير وتم بناءه في الفترة الأغلبية سنة 861 ميلادي أي بعد بناء رباط سوسة ب30 سنة.
وتميز الجامع الكير بصبغته العسكرية منذ بناءه وبوجوده عبى بضعة أمتار من الرباط كان رغبة في تعزيز حماية الواجهة البحرية للمدينة وخاصة حماية دار االصناعة و الحوض الداخلي المتاخم له.
وككل المعالم الدينية في القرون الوسطى اعتمد على القناديل كتقنية إنارة والمصصابيح الزيتية ويضم بهو المعلم الذي يعود إلى الفترة الوسيطة 3 أروقة مقبّبة وما يزال حاجز الأروقة يحتفظ نقيشة كتبت بالخط الكوفي ومجردة من الزخرف نظرا لطابعه العسكري وحافظ الجامع على هيأته طوال قرون مضت إلى قدوم الأتراك الذين قاموا بفتح نوافذ ببيت الصلاة وإضافة رواق البهو.
مدينة المنستير ثاني منارة في الساحل الشرقي التونسي
وهي منتجع سياحي بامتياز، ومركز تعليمي بارز، ظلت على مدى نصف قرن مدينة الوزراء والحكام في تونس،
و من أهم معالمها ،،رباط المنستير،ر تراه من الكورنيشو الذي أسسه هرثمة بن الأعين سنة 796 ميلادي في عهد الخليفى العباسي هارون الرشيد.
وكان حرّاسه من المتطوعين لحراسة الثغور، ويعرفون في الأدبيات الإسلامية التاريخية بالمرابطين في سبيل الله». وأدخلت على الرباط تحصينات كبيرة بين القرنين الـ15 والـ18. وترى من أعلى هرم في الرباط – والبالغ ارتفاعه نحو 20 مترا – منظراً عاماً لمدينة المنستير كما تتراءى لنا جزيرتي غدامس والموستانية.
كما احتوى الرباط على منارة مرتفعة ومثل قبوا لسجناء الحروب الإسلامية وسرعان ما فقد صفته العسكرية وحافظ رباط المنستير على طابعه الديني والإقتصادي فاحتوى على متحف ضم عدة قطع فخارية ومصابيح إضاءة زيتية والتي تروي المبادلات التجارية آنذاك.
قصر الزعيم
ولا يمكنك مغادرة مدينة المنستير ومسقط رأس الزعيم الحبيب بورقيبة دون زيارة ،قصر المرمرن أو قصر الزعيم وسمي بقصر المرمر لأن جدرانة وبلاطه شيّد بالرخام الأصلي وهو قصر سبق عصره في الحداثة كما احتوى القصر على جهاز تسخين مركزي منذ سنة 1962 ومصعد كهربائي فات تصميمه ورونقه المصاعد الكهربائية الحديثة، وكل ركن من أركان القصر تروي لنا الخطوط العريضة لشخصية الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي حرص على تقديم تونس للعالم في ثوب الحداثة والعلم والتقدم والفن والثقافة وهذا ما قرأناه في جداريات ببهو القصر من المرقوم بألوان متناغمة ومتناسقة مع ديكور القصر من قاعة الجلوس والسجاد الأحمر الذي يقودك إلى قاعة اجتماعات أين كان الزعيم يستقبل ضيوف تونس من مختلف أصقاع العالم على غرار الرئيس الأمريكي جون كيندي والذي أشاد بحكمة وعبقرية بورقيبة بقوله ،،نفخر باستقبال رجل تلتقي مسيرته وتجربته مع جورج واشنطن مؤسس أمريكا،.
وحيثما ولذيت ترى اللأناقة والذوق الرفيع بأنامل مهندس يهودي تونسي اختاره بورقيبة لتشييد هذا القصر المعلم وبدخولك مكتب الزعيم والذي صمم على أعلى طراز وتتوسطه خريطة العالم وبكبسة زر ترى خريطة المغرب العربي والتي روت هاجس بورقيبة بتوحيد المغرب العربي .
قصر المرمر معلم تونسي أعطى تونس حقها في صناعة الذكاء والتقدم التكنولوجي منذ الستينات وأثبت انفتاحها على العالم ومواكبتها للتحول التكنولوجي فات العصر الحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: