المشاريع الروسية والبلدان العربية

و.ش.ع
كتب — سامي أبو الفتوح صادق
لفتت الاتفاقيات الكبيرة بين روسيا من جهة وعدة بلدان عربية من جهة أخرى في مؤتمر “آيدكس 2019” في أبو ظبي، إلى العلاقات الروسية العربية الآخذة في النمو والتطور عاما بعد عام، خصوصا بعد التقارب الروسي مع العديد من الأنظمة العربية في الفترة الأخيرة.
هذا التقارب أدى إلى تعزيز دور روسيا في المنطقة، وإلى توسيع مجالات التعاون مع هذه الدول، ودخول اللاعب الروسي إلى ميادين جديدة لم تكن لها دور فيه من قبل، ومن هذه المجالات:
العسكري:
تعتبر روسيا من أبرز موردي الأسلحة على مستوى العالم، كما أن نوعية السلاح الروسي دفع العديد من الدول إلى امتلاك التقنيات العسكرية الروسية لا سيما الدفاعية منها، فمصر التي حققت نصر حرب تشرين/أكتوبر بأسلحة روسية، عادت إلى التقارب العسكري مع روسيا بعد عام 2013، مع زيادة عدد الزيارات العسكرية بين البلدين، حيث ارتكز التطوير على القوات الجوية تحديدا، وتم الاتفاق على تزويد مصر بطائرات روسية مقاتلة من طراز ميغ-29، بالإضافة إلى طائرات من طراز كاموف كا — 52، وكافة التجهيزات الخاصة بالطائرات من صواريخ وذخائر ومساعدات فنية وأرضية، وتسليم مصر لمنظومة “300-S” الدفاعية المعروفة، كما قامت روسيا بإهداء القوات البحرية الروسية قطعة بحرية من طراز “مولنيا B32”.
وفي سوريا التي تعتبر أبرز حلفاء سوريا في المنطقة على الإطلاق، يعتبر التعاون على أعلى مستوى، فالدور الروسي الكبير في الوقوف مع الحكومة السورية، وتحرير الأراضي من داعش ليس ما يمثل التعاون العسكري بين البلدين فقط، فمعظم الأسلحة السورية صنعت في روسيا، كما أن منظومات الدفاع الجوي الروسية وآخرها “300-S”، هي من حمت الأراضي السورية من الاعتداءات الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية لأكثر من مرة.
ومع الزيارة التاريخية لأول ملك سعودي إلى روسيا، أعلنت السعودية عن أنها توصلت إلى تفاهم أولي مع روسيا لشراء منظومة “400-S” الصاروخية للدفاع الجوي، لتكون أول مرة تتوجه فيها المملكة نحو بلد من خارج معسكر الولايات المتحدة، والذي تعتمد عليه بشكل كلي في تسليح جيشها.
تعتبر الجزائر من أكبر مشتري السلاح الروسي في منطقة شمال أفريقيا عبر تاريخ طويل من التعاون بين البلدين، حيث تبلغ حصة الجزائر نصف مبيعات السلاح الروسي إلى إفريقيا بحسب سفير موسكو في الجزائر العاصمة، ومن أبرز الصفقات التي حصلت عليها هي دبابات T90، وأنظمة دفاع جوي، بالإضافة إلى مداولات تجري حاليا للحصول على منظومة “400-S”.
الطاقة النووية السلمية:
يعود التعاون النووي الروسي مع البلدان العربية إلى العهد السوفيتي، حيث كانت أولى محاولات تأسيس مفاعل نووي في مصر قد بدأت في خمسينيات القرن الماضي، إلا أن المشروع توقف بعد ذلك لعقود، حتى حصول التقارب الروسي المصري عام 2013، ما أثمر عن توقيع اتفاق لإنشاء مفاعل الضبعة النووي عام 2015، واستكمال عقود المشروع عام 2018، حيث تم الانتهاء من المباني والمرافق اللازمة للمشروع، حاليا إلا أن البدء بالتنفيذ قد لا يبدأ قبل عام 2021.
وبالتوازي مع ذلك تسعى العديد من البلدان العربية، كالجزائر التي وقعت اتفاقيات تفاهم مع روسيا لبناء محطات الطاقة الذرية والبحوث النووية عام 2014، والأردن التي لديها اتفاقية لبناء محطة للطاقة النووية، تتكون من وحدتين للطاقة تبلغ طاقتها الإجمالية ألفي ميغاواط، بتكلفة تصل إلى 10 مليار دولار، والمملكة العربية السعودية التي أعلنت عام 2017 عن توصلها لاتفاق مع شركة “روس آتوم ” لإنشاء عدة محطات نووية، ناهيك عن أبرز حلفاء روسيا في المنطقة سوريا، والتي كان من المقرر أن تمضي بمشروعها النووي بالتعاون مع روسيا، قبل أن تبدأ الحرب في البلاد عام 2011.