عندما يموت الحبيب يعيش الحب للأبد ويحيا وينمو أكثر ومن روائع الحب ان يتم تخليده لتنتقل حكايته وذكراه إلي الأجيال القادمه بدموعه وذكرياته وسعادته وأفراحه فالحبيب يهوي الصراخ بأعلي صوته بأن يقول إنه يعشق فتاته أو زوجته أو ملهمته ومن أجمل قصص الحب الخالده قصه الأميره ممتاز محل التي عشقها شاه جهان وأنشأ ضريحا فخما لتخليد هذا الحب الأبدي وليصرخ بأعلي صوته بأنه يحب تلك الروح التي دفنت في هذا الضريح الذي أصبح من عجائب الدنيا السبع . يوجد تاج محل في مدينه اكرا في الهند وقد شيده الإمبراطور شهاب الدين محمد شاه چهان . قابل شاه چهان حبيبته ارجومان بانو باچيم في سنه ١٦٠٧ م فأعجب بها وأحبها من كل قلبه ومن أول نظره ولكن لم تكن الظروف تسمح بأن يتزوجها فأصبحت زوجته الثالثه بحكم العادات والتقاليد التي كانت ساريه آنذاك في الهند . منح زوجها الأمبراطور لها لقب تاج محل أو جوهره القصر لانه كان يعشقها بجنون ويمنحها كل مشاعره وحبه وإشتياقه وقلبه الذي لم يحب غيرها . كانت ممتاز محل محبوبه من الشعب الهندي كله ولكل من يعرفها وذلك لحبها للعطاء ومساعده الفقراء وتواضعها وكرم أخلاقها وإنتقل حبها للفقراء إلي زوجها الذي تمتع بشعبيه كبيره في إمبراطوريته بحكم عطفه علي الغلابه وإغداقه الأموال عليهم وتحسين ظروفهم المعيشيه وحل مشاكلهم . كان حب الملك لزوجته نابع من اعجابه بجمالها وأخلاقها وعطائها وحبها للشعب الذي أحب الملك تبعا لذلك . كانت ممتاز محل ترافق الأمبراطور في كل مكان يذهب اليه في أنحاء الإمبراطوريه وخارجها وفي عام ١٦٣٠ م ذهب الإمبراطور إلي مدينه برهامبور حيث كانت الملكه حامل وفي سبيلها إلي إنجاب طفلها الرابع عشر من الإمبراطور ولكن تعثرت ولادتها وماتت تاج محل أثناء الولاده بين يدي زوجها الذي حزن حزنا شديدا عليها وأصيب بالقهر والحسره والألم الشديد حتي آخر يوم في عمره . مكث الإمبراطور في الخيمه التي ماتت فيها زوجته يبكي لمده ٧ أيام متواصله رغم دفنها منذ اليوم الأول لوفاتها طبقا للشريعه الإسلاميه كما قضي الإمبراطور عاما كاملا في مكان مغلق يبكي حزنا وشوقا إلي حبيبته حتي شاب شعره وإنحني ظهره حزنا عليها . قامت إبنته الكبري بتهدئه والدها ومحاوله إخراجه من أزمته وبمجرد أن أفاق لنفسه قرر بناء ضريح لها ليس له مثيل في العالم كله تخليدا لذكراها وشهاده علي حبه الخالد لها وعقب بناء تاج محل أصبح بضخامته وفخامته وحسن فنه وعمارته شاهدا علي حبه وعشقه الأبدي لها . إستعان الإمبراطور بحوالي ٢٠ الف عامل ومهندس في بناء هذا الضريح الذي شيد علي طراز العماره الإسلاميه وشيد في أحد سراديبه قبران أحدهما لزوجته والآخر له بعد أن أصر علي أن يدفن بجانبها وإستمر بناء الضريح علي مدار ٢٢ عاما وحوي المبني علي مآذن وقباب وأنواع نادره من الأحجار الكريمه والنصف كريمه من حوالي ٤٣ نوع مثل الكريستال والعقيق واللازورد والمرمر الأبيض كتبت عليها آيات قرآنيه فخلفت تحفه معماريه لامثيل لها تنعكس أشعه الشمس والقمر عليها بألوان رائعه . وصلت تكلفه هذا الضريح الضخم مايقارب مليار دولار وبه حديقه مساحتها ٣٠٠ م × ٣٠٠ م وقد شارك في البناء حوالي ٧٠٠ حرفي وحوالي ١٠٠٠ فيل ضخم لجر الأحجار والرخام المستخدم في البناء . توفي الإمبراطور شاه چيهان سنه ١٦٦٦ م بعد أن تمرد عليه أحد أبناؤه وعزله قبل وفاته بثماني سنوات عاش فيها في القصر الأحمر حزينا وحيدا منتظرا لقاء محبوبته وزوجته التي توفاها الله مسترجعا ذكرياته معها التي أصبحت الطاقه الوحيده التي يحيا بها حتي تمني الموت لملاقاتها وبالفعل مات بعد عزله بثماني سنوات ودفن إلي جوار زوجته كما أوصي في وصيته .