شعر وادب

تراتيل يمن .

و.ش.ع

بقلم نبيهة محضور .اليمن

تعاقب الليل دون نهار ، اكتحل العالم بالسواد ، وحده الصمت يسافر في الأرجاء الا من صوت نعيق الغربان هنا وهناك ،وأنين تزفره الأرض ، كلما نزفت جراحها،

تلك الحمامات لم تعد تغرد ،هاجرت ، بعد أن تكسرت أغصانه، أسلاك شائكة تفصل جسده، خلفها تقبع أرواحا ، مثقلة بالوجع، تثوق للحرية ،تتمنى لو تتخطئ تلك الحدود ،
لتشرب من نهر النيل وتغتسل بدجلة وتعانق أعمدة مأرب وتسامر ليل بيروت وتصلي بالقدس وتتطهر بزمزم علها تشفى من سقم أوجاعها !

تترقب حوافر فرس طال غيابه ،ترهف الصمت من وقت لأخر علها تسمع إجابته .
واااامعتصماه إستغاثة تردد صداها دون جدوى .

في أقصى زاوية من الوجع ، يقبع جزء منه مكبلا بالحزن ، تجلده سياط بني جلدته ، تنثر على جروحه ملح الخيانة ، يصرخ ، يتألم ،لا احد يسمع أنينه ، أغلقوا أبواب قلوبهم عن ألالامه ، أضرموا النار في جسده ، مزقوا أوصاله ، اغتالوا ابتسامته ، صادروا سعادته،حاكموه بقانون الغاب على جرم لم يرتكبه، صغاره يتضورون جوع وكباره يموتون بشموخ على صدره .
لم يطأطأ رأسه ، لازال عنقه مشرئبا نحو السماء بشموخ ، يحتسي الصبر ويعزف تراتيل النصر ، يجمع أشلاه ويصرهن على قمم روحه ، فتعود اليه محملة بالعزيمة ،
ينتعل الخوف يمتطي صهوة الصمود ، ويشهر سيف الأمنيات في وجه الوجع .
في حديقة فؤاده لازال يغرس أشجار المحبة وينثر بذور السلام ، يسقيها بماء الوفاء .
يدرك أن تلك الأيدي التي امتدت لتجلده ستأتي يوماً لتصافحه ، وأن تلك الحمامات ستعود لتغرد على أغصانه من جديد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *