أخبارمنوعات

أغبي حرب في التاريخ

و.ش.ع

بقلم -د.مختارالقاضي

هذه الحرب ليس الا تعبيرا عن غباء بعض القاده وتفاهه تفكيرهم في بعض المواقف التي تتطلب قرارات سريعه وقويه في بعض الأحيان .

هذه هي قصه حرب الإيميو التي بدأت في غرب إستراليا أواخر العشرينيات من القرن الماضي عقب إنتهاء الحرب العالميه الأولي حيث عاد الآلاف من الجنود الإستراليين إلي وطنهم وقررت الحكومه توزيع مزارع علي ٥ آلاف جندي من العائدين من الحرب لزراعه القمح وتربيه الأغنام للمساهمه في زياده الإنتاج الزراعي في البلاد والحصول علي دخل مادي مقابل إنتاجهم .

في بدايه الأمر كانت الأمور تسير علي مايرام ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فتدهورت الأحوال نتيجه ٣ أحداث وقعوا بشكل سريع .

أول هذه الأحداث هو الكساد العظيم الذي وقع مابين سنه ١٩٢٩ و ١٩٣٩ م وهي أسوأ أزمه إقتصاديه في التاريخ والتي عانت منها جميع دول العالم وتسببت في إنهيار قطاعات الإنتاج الصناعي والزراعي وتشريد العمال والمزارعين وإرتفاع نسب البطاله وبالنسبه لإستراليا

فقد تسبب الكساد العظيم في إنخفاض أسعار الأغنام المنتجه وبالتالي إنخفاض أرباح المزارعين منها حيث وعدت الحكومه بتعويض المزارعين وتقديم الدعم الحكومي لهم لكن لم يتحقق الوعد وإستمرت أزمه المزارعين في التذايد .

الحدث الثاني هو الجفاف حيث إضطر المزارعين لبيع القمح بأقل من سعر التكلفه وقاموا بزراعه كميات ضئيله جدا بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد .

أما الحدث الثالث فهو هجوم طيور الإيميو سنه ١٩٣٢ م الذي دمر المزارع وخفض الإنتاج بسبب تغذيته علي الأقماح مما تسبب في خسائر كبيره للفلاحين .

وبما أن المزارعين أصلا جنود فقد قرروا الحرب علي طيور الإيميو فتوجه المزارعين بطلب رسمي لوزير الدفاع چورج بير لدعمهم بمدافع رشاشه من طراز لويس فوافق الوزير وأمدهم أيضا بقوات إضافيه من الجيش الإسترالي وبعض العربات العسكريه وذلك بهدف تدريب الجنود علي الرمايه علي أهداف حيه وزياده كفائتهم القتاليه إلي جانب المكسب السياسي لحكومته التي ستظهر كداعم للفلاحين بكل ماتستطيع وخصوصا بعد خروج الكثير من المظاهرات والإحتجاحات المطالبه بتحسين الأوضاع الإقتصاديه .

قام وزير الدفاع الإسترالي أيضا بإرسال فريق من الصحفيين والإعلاميين لتصوير خطوات حرب الجيش الإسترالي مع طيور الإيميو .

في الثاني من نوفمبر سنه ١٩٣٢ م وصلت القوات الإستراليه إلي خط المواجهه وبدأت حرب الإيميو حيث بدأ الجنود الهجود علي سرب من طيور الإيميو قوامه ٥٠ طائر بواسطه المدافع من طراز لويس التي تطلق حوالي ٣٠٠ طلقه في الدفعه الواحده بحيث يكون من المستحيل أن تفلت هذه الطيور من هذه المدافع الفتاكه .

لكن يبدوا إن الجنود الإستراليين لم يكن يعرفوا إنهم في حرب مع واحد من أقوي وأذكي الطيور وأكثرهم معرفه بفنون المناوره والكر والفر .

طاردت القوات الإستراليه طائر الإيميو بالمدافع الرشاشه ولكنها لم تتمكن من إصابه أي طائر مما إضطرها إلي إستخدام مدافع لويس محموله علي سيارات عسكريه ولكن وعوره الطرق وسرعه جريان طيور الإيميو حدت كثيرا من أعداد الطيور التي تم إصطيادها وقتلها وبعد مرور حوالي إسبوعين من الحمله العسكريه تمكن الجنود من قتل ٥٠ طائر فقط من إجمالي ٢٠ الف طائر فقط وهي نتيحه مهينه ومخزيه للجيش الإسترالي اي إنهم تمكنوا من قتل ٢ ونصف % من إجمالي عدد الطيور بعد إستهلاك كم هائل من الذخيره والمعدات العسكريه الأخري .

بدأت الصحافه توجه إنتقادات لاذعه للحكومه بسبب تعاملها الشديد القسوه والإستخدام المفرط للقوه تجاه طيور الإيميو .

إستمرت الطيور في الهجوم علي المزارع وإتلاف المحاصيل بلا توقف مما إضطر المزارعين إلي اللجوء للحكومه لإنقاذهم التي قامت بإرسال المذيد من القوات والأسلحه .

في ١١ نوفمبر من نفس العام قامت حرب الإيميو الثانيه وعادت القوات مره أخري إلي جبهه القتال وهي عازمه علي محو طيور الإيميو من الوجود نهائيا والإنتقام منها بسبب الهزيمه التي لحقت بزملائهم .

بعد شهر من بديئ الحمله حققت القوات الإستراليه أول إنتصار ملحوظ حيث تمكنت من قتل ٩٨٦ طائر بعد أن أطلقت ٩٨٦٠ طلقات مدفع بمعدل إصابه أهداف ١٠% فقط لاغير الا أن المشكله إستمرت وعادت طيور الإيميو إلي الهجوم علي المزارع وتدمير المحاصيل خلال سنوات ١٩٣٤ م و ١٩٤٣ م و ١٩٤٨ م إلا إن الحكومه رفضت مساعده الفلاحين .

تم أخيرا التوصل إلي حل يمنع وصول طيور الإيميو إلي المزارع عن طريق إنشاء أسوار عاليه حولها تمنعها من الوصول للمزارع .

وهنا يبقي السؤال لماذا لم يتم عمل الأسوار من أول هجوم من طيور الإيميو ؟ لتكون الإجابه هي لأنتاج أغبي حرب في تاريخ البشريه .

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: