الحروب تفرض واقعا جديدا
على الأرض، و هي مقدمة لتفكيك الدول و اضعافها من خلال التجزئة و التشطير و احلال واقع جديد و خرائط جديدة للكيانات المتحللة و الممزقة كما إنها تفرض
هويات جديدة من خلال التدخلات الدولية و المال السياسي.. و إيجاد أدوات قذرة رضيت بأن تكون اذيال للمحتلين الجدد
و ذلك عن طريق
التواطؤ، و الصمت و التعاون ، و تشجيع الاحتلال بمختلف مسمياته لأطراف الحرب و الصراع على القيام بإجراءات أحادية، لتشكيل واقع جديد مدعوما بالغلبة و سلطات الأمر الواقع، يصب في إطار مشروع تفكيك الدولة الواحدة و إنشاء دول جديدة.. أو كيانات هشة تحت مسمى الأقاليم أو الفيدرالية و الكونفدرالية و غيرها
و لعل تجربة الانفصال أو فك الارتباط كما يروج لذلك بعض الحراكيون في المحافظات الجنوبية هو المشروع الذي أطل برأسه من جديد و الذي احيته و إعادة له الروح هي الإمارات
و هو واحد من المشاريع التي تسعى إلى
تشكيل خارطة جديدة لليمن بعدة دول من خلال مرحلة انتقالية..
و يتم اليوم تحت غطاء تنفيذ مخرجات الحوار الوطني
، و لاشك أن هناك مؤامرة كبرى تستهدف اليمن وجوديا من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.. وهي مؤامرة تخدم في المقام الأول الأهداف والأطماع الخارجية، ولن تكون بأي حال لصالح اليمن أو شعبه .
و يجب علينا ان نعلم انما يحدث وسيحدث هو استبدال الشرعيات القديمة بشرعيات جديدة تؤسس لعدة دول في قادم الأيام، و لعل ما يجري في سيئون من الإعداد و التحضير لجلسات مجلس النواب خلفا أو موازيا ل برلمان صنعاء يسير في الاتجاه ذاته
كما إن إجراء انتخابات تكميلية و بديلة من قبل الحوثيين يعد هو الأخر تأسيس ل كيانات متنافرة تعمل في الجانبين على التشظي و التشطير و الإنقسام و توسيع الهوة بين اليمنيين أكثر و أكثر
و هو جزء من سياسة دول التحالف..
وتندرج في إطار المشروع الجاري تنفيذه، وهو الأقلمة على طريق إنشاء دويلات جديدة مستقبلا على أنقاض ما كان يسمى ب الجمهورية اليمنية