ثقافه و فنشعر وادب

داخل سجن الجسد

و. ش. ع

متابعه- ايمي فاروق

كثيرا ما أرهقتنا أسماعنا بذلك الصراخ الآتي من أعماق نفوسنا ، حيث لمحنا تلك البؤرة المضيئة والتي تقبع في صدورنا ، والتي تسمي بأرواحنا.

تلك التي لا تهرم ولاتكل مهما مضت عليها الحياة البائدة ، بل ظلت محتفظة طوال العمر بالأمال في داخلها ، راغبة للانطلاق الدائم نحو الحياة الباهية ، مالئة اياها بالحب وبالسعادة الدائمة…

ولكن وفجأة… تجد من يستوقفها ، ليوقظها بأنه ليس من حقها ان تنطلق الي الفضاء الخارجي ، وهو ذلك الجسد. ، الذي يحد للروح تلك الحدود المتمثلة في إطاره والذي أصبح كإطار لوحة زيتية بالية. خاضعة لقوانين هذا السجن الصارمة من قوة او ضعف سببه المرض ، ام من شيبا او صبا… ام من جسدا أهلكته حروب الحياة الماضية تاركة أرضه خاوية ، غير صالحة للعيش بها او التنقل بين جنباتها حيث لم تعد بها تلك الحدائق السابقة ولا تلك السماء الصافية.

فلما لا نهتم ولا نلتفت لمطلبات تلك الروح السامية ، بالأ نهتم بما وصلنا إليه من العمر ، حتي ولو أصبحنا شبه اجسادا خاوية ، فلنتوقف عن الحجر عليها بعادات وتقاليد واهية….. تاركين لها بابآ يسمح لنا برؤية شعاع ضوئها ، ليتسع ويتسع حتى ينير لنا أكبر مساحة ممكنة. فهي من تضفي البهجة على وجوههنا ،

ولنمد لها يدا لنخرجها من ذلك الإطار الواهيا ، والسجينة داخله منذ العصور الماضية ، لتنطلق كفراشة شقت للتو شرنقة قد حبست فيها لفترة كافية….. لتنطلق بنا نحو الآفاق الواسعة ، حيث نري كل ما يستحق ان يجعل الحياة تعاش من اجله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: