أخبارالتحقيقات

الشوكولاتة الحلال آخر صيحات براهيم الليتوس

و.ش.ع 

بروكسل -بوشعيب البازي

أمام ثلاجة اللحوم والدواجن بأحد المتاجر الكبرى في بروكسيل ، وقفت أراقب سيدتين مسلمتين تتبضعان، فبينما همت إحداهما بأخذ طبق من صدور الدجاج لتضعه في عربة التسوق الخاصة بها، وقفت السيدة الأخرى إلى جانبها في الصف نفسه ولكن أمام ثلاجة كتب عليها كلمة “حلال”، وأحضرت اللحم المفروم ودجاجة، يبدو أن كلا منهما تعرف ما يناسب احتياجاتها التي تتفق مع ما تؤمن به من معتقد أو فتوى.
قد يبدو الأمر بسيطا وعاديا، لكنه يعكس واقعا يعيشه المسلمون في بلجيكا ، فهم يتفقون على أن لحم الخنزير حرام وحريصون على تجنب كل الأطعمة التي يدخل الخنزير في مكوناتها، في حين يختلفون بشأن لحوم البقر والدواجن، فالبعض يراها حلالا يمكن تناولها، والبعض الآخر لا يأكلها إلا إذا اشتراها من محلات “الحلال” فقط!
وأصبح شعار “حلال” بمثابة علامة (ماركة) مسجلة يضعها التجار على سلعهم لجذب المستهلك إلى منتجاتهم، لتصبح كلمة “حلال” بمثابة الضمانة والدليل الذي يصدقه المسلمون.
البعض يشترط استخدام أوان خاصة لطهو الطعام الحلال (بيكسابي التخدير قبل الذبح
وفي خطوة غريبة من بعض المتطفلين على الجانب الديني ببلجيكا ، ابراهيم الليتوس ، الذي أجاز أكل لحوم الخراف والأبقار والدواجن التي تم صعقها بغرض التخدير قبل الذبح، و هو ما فعله امام الجميع حين قدم على تخدير أضحية العيد و ذبحها امام الجميع ، مما يطرح العديد من الأسئلة في غياب فتوى من المحلس العلمي لمغاربة اوروبا ، و جعل المجال فارغا امام ثغرات قانونية لكي يفتي كل شخص كما يزعم .
تقول عائشة إنها تعيش في بروكسيل وهي تعلم أن بلجيكا من البلدان التي تصعق الحيوانات قبل الذبح بشحنة كهربائية حتى يتم تخديرها فلا تشعر بالألم، مما يجعلها تشك في حلاله أم كرامه ، فهم يعلمون أن ذبح الحيوان وسيلان دمه أصح طريقة لأكل اللحوم، وهذا يتوافق مع شروط الذبح الشرعي الذي نعرفه في بلادنا الإسلامية.
وفيما يتعلق بالبسملة، ترى عائشة أن “الذبح في جهة القبلة من سنن الذبح وليس من شروطه”، ولأنها تعرف من القرآن الكريم قول الله تعالى “وطعام أهل الكتاب حلٌّ لكم وطعامكم حلّ لهم”، لذا “أقول بسم الله قبل بدء الأكل”.
وتابعت عائشة أنها تواجه مشكلة عدم اقتناع بعض المسلمين بهذا الرأي، مضيفة “موضوع الحلال مجرد تجارة لا تتعلق بالدين، بدليل وجود الدقيق حلال، وحتى الفلافل حلال! كيف يستخفون بعقول الناس هكذا ويتاجرون تحت مسمى الدين؟!”.

مقاطعة المطاعم
أما سلمى فتشتري اللحم الحلال ولا تأكل إلا في المطاعم الحلال. وأوضحت أنها سألت شيخها في المغرب عن حكم شراء اللحوم في الخارج، وكانت إجابته بضرورة تحري الحلال، وإذا لم تجد يمكنها أن تأكل الأسماك أو الخضروات بديلا عن اللحوم.
تقول خديجة إنها إذا وجدت مطعما يقدم بعض أصناف الحلال لا تأكل أيضا منه، لأنه يطبخ اللحوم الحلال في الشواية أو المقلاة نفسها التي سبق أن طهي فيها لحم الخنزير، وهذا يؤثر على اللحم حتى لو كان حلالا.
وحرصا منها على تحري الحلال، منعت بناتها من شراء الحلوى التي يدخل في مكوناتها جيلاتين الخنزير، وعلمتهن أن يبحثن في مكونات الحلوى على الجيلاتين النباتي الذي يجوز تناوله.
إقبال متزايد على الطعام الحلال في مطاعم أوروبا
وتابعت أن هناك من يقول إن مصدر اللحوم في المتاجر واحد، وإن كلمة حلال مجرد خدعة، ولكنها ترى أنه أمر لا يخصها والذنب ليس ذنبها.
تقول شيماء إنها تأكل ما تريد طالما أنه ليس لحم خنزير، فهي تشتري اللحوم والدجاج من المحلات العادية، وتأكل في المطاعم الإيطالية والصينية وغيرها، وتعتبر كلمة حلال مجرد تجارة لجذب المسلمين، من ثم بيع السلع بضعف السعر في المحلات العادية!
أما سلمى فقد شرحت لأطفالها مسألة الطعام الحلال، فأصبحوا حريصين على تحري الحلال رغم صغر سنهم، فعندما شك الابن في الدجاج المقدم له في المدرسة قرر ألا يأكله لأنه ليس حلالا.
تجارة الحلال المربحة
أطلق المدعو براهيم الليتوس مشروعه قبل ست سنوات لتقديم شواهد الحلال في صورة شهادات لشركات الشوكولاتة ، حيث تضاعفت استثمارات مشروعه خلال السنوات الأخيرة بسبب الإقبال المتزايد على المنتجات الحلال في أوروبا بحسب تصريحاته لأخبارنا الجالية ، إن كل شخص مسلم يمكنه تسليم شهادات الحلال ، و أنه غير معني و لا يعترف برقابة أي مؤسسة سواء في بلجيكا أو في المغرب .و أن ما يفعله هو حق شرعي لكل مسلم .
الغريب في الأمر ان ظهور العديد من جمعيات الحلال و التي تتكلم بإسم الدين بدون أي صفة قانونية تخول لها إعطاء او مراقبة الأطعمة الحلال ، عملية مربحة من دري القلوب الخبيثة الذين كانوا لا شيء و أصبحوا من خلال إنشاء جمعية ب 240€ الى مؤسسة تحلل و تفتي و تصدر شواهد حلال لشركات غايتهن فقط جلب الجالية المسلمة لشراء منتوجاتها .
أهدا ليس نفاقا ، في أي إطار تدخل هذه العملية ، النصب و الاحتيال بإسم الدين ؟ أو إستغلال الفراغ القانوني لكسب المال ؟
حتى و ان سلمنا ان هذه الجمعيات لها الحق في إصدار هذه الشواهد ، هل هناك مراقبة مستمرة عند الشركات ؟ هل هناك شخص لهذه الجمعية يتابع كيفية صنع هذه المنتوجات كل يوم في المصنع ؟
لا ننسى ان شهادة الحلال يمكنها ان تكلف الشركة ازيد من 60000 اورو فقط اليوم الاول للمراقبة و ذلك يدخل فيها الفندق و ثمن التذاكر و غيرها من المصروفات التي تدفعها الشركة لجمعية الحلال .
تقدر تجارة الأغذية والمشروبات الحلال في العالم بحوالي 1.37 تريليون دولار في العام 2017، وهو ما يمثل 18% من السوق بأكمله، ومن المتوقع أن يرتفع عدد المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى 2.8 مليار نسمة في العام 2050، وفقا لمركز أبحاث “بيو” (Pew).
وينمو سوق الحلال في أوروبا بمعدل سنوي يبلغ أحيانا 20%، وبحسب “سي أن أن” فإن المنتجات الحلال أكثر تكلفة من المنتجات العضوية، وهو ما يبرر ارتفاع أسعارها مقارنة بنظيرتها في الأسواق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: