الحراك التشريني في العراق .. عام من التضحيات ..وسنواتٍ في الصمود !! “”

و.ش ع

د.ازهار الغرباوي
اكاديمية عراقية

تمر خلال ايام قليلة الذكرى السنوية الاولى للتظاهرات العراقية التي انطلقت في بداية تشرين الاول من العام /2019، او ما عرفت بالانتفاضة الشبابية التي عمت مناطق العاصمة بغداد واغلب محافظات الجنوب التي انتفضت تبحث عن وطن تعيش فيه بكرامة.

ان المتامل لتلك الانتفاضة يجد انها تعد من اشرس واشجع حركات الاحتجاج في تاريخ العراق الحديث، وخصوصا بعد عام 2003، وذلك لعدة اسباب اهمها:
ـ مقاومتها الباسلة للقمع المفرط الذي جوبهت به من قبل القوات الامنية والفصائل المسلحة التابعة للاحزاب.
ـ كذلك ديمومتها وعدم انقطاعها عن التظاهر بالرغم من التضحيات الكبيرة التي وصلت الى (600) شهيد، و(25) الف جريح.
ويبدو ان السبب في كل ما ذكر ان انتفاضة الشباب هي انتفاضة ولدت من رحم الحرمان الذي عانى منه اغلب الشباب المنتفض الذي كان قد عانى ما عاناه لسنواتٍ طويلة من خيبة الامل بسبب الحرمان من ابسط انواع الحقوق التي يتمتع بها المواطن في اي مكان في العالم.
وعلى الرغم من ان الدستور العراقي الدائم كان قد كفل للعراقيين العديد من الحقوق مثل: حق العمل، السكن، والاهم من ذلك حق التعبير عن الراي في التظاهر السلمي للمطالبة بحقوقهم بما يضمن لهم حق العيش الكريم، الا ان اي من تلك الحقوق ظلت حبراً على ورق هذا الدستور.

وبالرغم من الرهانات الخاسرة التي دخلت بها حكومة عادل عبد المهدي لاجهاض ذلك الحراك الشبابي الا انها حالت دون ذلك حتى قدمت استقالة الهزيمة امام صمود المتظاهرين، بعد ان

ـ ويتبادر الى الذهن تساؤل هام:
ـ هل نجحت تلك الانتفاضة في مسعاها بعد مرور عام من التضحيات والصمود ؟؟
ام فشلت امام دبلوماسية النفس الطويل التي تتعامل فيها الحكومة مع مطالب المتظاهرين ؟؟

ان الاجابة على هذا التساؤل يبدا من خلال استرجاع مسيرة الاحداث السابقة لابراز قوة وتاثير الشارع المنتفض على العملية السياسية في العراق بعد ان اصبح طرفا فيها، حتى كان التوافق على حكومة السيد مصطفى الكاظمي كونها تعهدت بتحقيق الاتي:

ـ اجراء انتخابات مبكره.
ـ تغيير مفوضية الانتخابات.
ـ تشريع قانون انتخابات جديد.
ـ الكسف عن قتلة المتظاهرين ومن تورط بدمائهم.

وان كان قد تحقق الجزء الاكبر من تلك المطاليب فان ما تبقى اليوم هو الاهم منها الا هو الكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم.
ظهور رئيس الوزراء العراقي اليوم قبل ساعات قليلة واعلانه عن عزم الحكومة تشييد نصب تشرين في بغداد، ونصب الشهداء في الناصرية، تخليداً لبطولات الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية من اجل الوطن .. تطرح تساؤل هام:
ـ هل ان هذه الخطوة الحكومية هي نوع من الغزل الذي تحاول ان تعتمده الحكومة في الذكرى السنوية للحراك التشريني ؟؟
ـ وهل ان تلك الخطوة سترضي طموح المتظاهرين الذي لازالوا ينتظرون الكثير من حكومة السيد الكاطمي التي تحظى بدعم الشارع العراقي ؟؟

تساؤلات تنتظر اجاباتها من الخطوات القادمة لحكومة السيد الكاظمي الحالية …!!