الناس اصناف فمنهم مؤيد ومنهم معارض ومنهم بين هذا وذاك ومنهم من يسير جنب الحائط ومنهم الواقفونَ سهواً في منتصف الطريق خلف الأبواب المغلقه عمداً ، العالقون عند المنعطفات لا يميناً ولا يساراً ، المنتظرون لما لا يأتِ ، المعلقون بحبالٍ من خيال ، المسجونون في مصابيح لا تضيء ، الذاكرون لمن ينسوننا ، المهمشون دون أثر يُقتفى ، الخائفون من الإقتراب ، العاجزون عن الإبتعاد ، الصامدون في وجه الليل ، العائدون من الخيبات … أقول لكم وأنتم تعلمون بأننا لسنا في غاية الكمال ، ولسنا مُطهّرين من العيوب ، وربما نكون أول المخطئين ، لكن لأننا بشر .. فمن الطبيعي أن يكون لدينا ضميراً يجعلنا نصلح ما أفسدناه … واللهِ لتشرَبَنَّ مِنْ نَفْسِ الكأسِ التّي سَقيتَ مِنْهَا غِيركَ ، الخُذلَان بِالخُذلَان وجَبر الْخَاطِر بِجَبْر الْخَاطِر فَاملأ كأسكَ الْيَوْم بِمَا سَتشرَبهُ غداً ﴿ ومَا كَانَ رَبُكَ نَسِيًّا ﴾ ..