الخطابة لغة هي علم البلاغة والبيان وفن الخطابة هو من يعني باقناع الناس وادهاشهم اما بالكلام أو بالكتابة ويمكن تعريفها أيضا بأنها كل ما يشتمل على كلام او كتابة يتم اتفنن بها لتغمر وجدان السامع . يقول لرسكو بأنها قوة تنطوي على اقناع الناس ما أمكن في كل أنواع الأمور والخطاب هي نوع من انواع المحادثات التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالجمهور الذي يسمعها والذي يتأثر بها لذلك كان من اكمل التعريفات هو انها” فن مخاطبة الجماهير للتاثير عليهم واستمالتهم ” ولذلك من أساسيات المخاطبة المشافهة ووجود جمهور مستمع ولابد من توفر عنصري الإقناع والاستمالة.. للخطابة مكانة رفيعة وأهمية بالغة عند العرب على مدار العصور،وقدحظيت الخطابة بعناية فائقة منذ العصر الجاهلي،وحتى يومنا هذا،والخطابة من وسائل السيادة والزعامة وكانوا يعدونها شرطا للإمارة ،وبها يرتفع الإنسان إلى ذرا المجد والشرف فقلما ارتفع نجم سيد من سادة العرب إلا والخطابة صفة من صفاته وسجية من سجاياه ولا عجب إن قلت : إن الخطيب البارع يزاحم الشاعر،وذلك لأن الخطبة لاتقل أهمية عن الشعر فكما كان لكل قبيلة شاعر أو أكثر ينطق بلسانها ويصدح بأمجادها ويتغنى بمحاسنها ويدافع عن حماها ويذب عن حوضها ويتعرض لمن يتجرأ عليها فيرد كيده إلى نحره، كان لكل قبيلة خطيب أو أكثر يدافع عنها ويشيد بمحاسنها ويتغنى بصفاتها ومآثرها ، وقد تفوقت بعض القبائل على غيرها في هذا المجال فاحتلت الصدارة قبيلة تميم بفضل خطيبها أكثم بن صيفي ، وقبيلة إياد بفضل خطيبها قس بن ساعدة . وللخطبة تعريفات كثيرة أوجزها في هذا التعريف * فن نثري لساني يلقيه الخطيب مشافهة في جمهور من المستمعين لإقناعهم واستمالتهم والتأثير فيهم . ولا بد للخطبة من مناسبة تحدد مضمونها وتشجع الخطيب على إلقائها ومن أشهر أغراضها ومواطن قولها: المنافرات والمفاخرات ،والنصح والإرشاد ، والحث على قتال الأعداء ، وفي الدعوة إلى السلم وحقن الدماء ،والإصلاح بين المتنازعين ،وفي التأبين والعزاء، وفي المناسبات الدينية الاجتماعية . ومن أهم سماتها : * الوحدة الموضوعية والتركيز على الفكرة * ألا تكون الخطبة قصيرة مخلة ولا طويلة مملة * استخدام الجمل القصيرة مع قلة الربط بين الجمل حتى تكاد تنقطع الصلة بين جملة وأخرى * اشتمالها على المحسنات البديعية وعلى رأسها السجع الذي يأتي عفو الخاطر فإن لم تكن الجمل مسجوعة كانت مقسمة متوازنة * أن تكون مناسبة لجميع المستمعين على اختلاف مستوياتهم إذ إن الخطيب لا يخاطب فئة معينة * التركيز على الجمل الإنشائية المثيرة لشد الجمهور * الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والحكم والأمثال والقصص التاريخية . والآن هيا بنا أيها الأفاضل لطائفة من عيون خطب العرب في العصرالجاهلي 1- خطبة قس بن ساعدة الإيادي خطب قس بن ساعدة الإيادي بسوق عكاظ فقال: أيها الناس اسمعوا وعوا ؛ من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر ، وبحار تزخر، وجبال مرساة، وأرض مدحاة، وأنهار مجراة ،إن في السماء لخبرا ،وإن في الأرض لعبرا، ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون؛أرضوا فأقاموا ،أم تركوا فناموا، يقسم قس بالله قسما لا إثم فيه ،إن لله دينا هو،أرضى له ،وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه ،إنكم لتأتون من الأمر منكرا .ويروي أن قسا أنشأ بعد ذلك يقول . في الذاهبيـن الأوليـن مـن القـرون لنـا بصائـر لـمـا رأيـــت مـــوارد الموت ليس لها مصادر ورأيـت قومـي نحوهـا تمضي الأكابر والأصاغر لا يرجع الماضـي إلـي ولا مـن الباقيـن غـابـر أيقنـت أنـي لا محالـة حيث صار القـوم صائـر 2 – خطبة لأكثم بن صيفي التميمي قال أكثم بن صيفي: يا بني تميم لا يفوتنكم وعظي إن فاتكم الدهر بنفسي،إن بين حيزومي وصدري لبحراً من الكلم، لا أجد له مواقع غير أسماعكم، ولا مقار إلا قلوبكم فتلقوه بأسماع صافية، وقلوب واعية، تحمدوا عواقبها: إن الهوى يقظان، والعقل راقد، والشهوات مطلقة، والحزم معقول، والنفس مهملة، والروية مقيدة، ومن يجهل التواني، ويترك الروية يتلف الحزم. ولن يعدم المشاور مرشداً، والمستبد برأيه موقوف على مداحض الزلل، ومن سمع سمع به، ومصارع الألباب تحت ظلال الطمع، ولو اعتبرتم واقع المحن، ما وجدت إلا في مقاتل الكرام، وعلى الاعتبار طريق الرشاد، ومن سلك الجدد أمن العثار، ولن يعدم الحسود أن يتعب قلبه، ويشغل فكره، ويثير غيظه، ولايجاوز ضره نفسه. يا بني تميم: الصبر على جرع الحلم، أعذب من جني ثمر الندم، ومن جعل عرضه دون ماله، استهدف الذم، وكلم اللسان، أنكى من كلم الحسام، والكلمة مزمومة مالم تنجم من الفم، فإذا نجمت فهي سبع محرب، أو نار تلهب، ولكل خافية مختفٍ، ورأى الناصح اللبيب دليل لا يجور، ونفاذ الرأي في الحرب، أنفذ من الطعن والضرب…. المصادر تعريف ومعنى الخطابة معجم المعاني تعريف الخطابة .اسماعيل علي محمد تاريخ العرب في الجاهلية ابن منظور الطبري ابن الاثير